الآية الثانية قوله تعالى: {إِنَّمَا يَعْمُر} . "إنما": أداة حصر، والمراد بالعمارة العمارة المعنوية، وهي عمارتها بالصلاة والذكر وقراءة القرآن ونحوها، وكذلك الحسية بالبناء الحسي; فإن عمارتها به حقيقة لا تكون إلا ممن ذكرهم الله; لأن من يعمرها وهو لم يؤمن بالله واليوم الآخر لم يعمرها حقيقة; لعدم انتفاعه بهذه العمارة; فالعمارة النافعة الحسية والمعنوية من الذين آمنوا بالله واليوم الآخر، ولهذا لما افتخر المشركون بعمارة المسجد الحرام; قال تعالى: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ} ، وأضاف سبحانه المساجد إلى نفسه تشريفا; لأنها موضع عبادته. قوله: (مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ ("من": فاعل يعمر. والإيمان بالله يتضمن أربعة أمور، وهي: - الإيمان بوجوده. - وربوبيته. - وألوهيته. - وأسمائه وصفاته.