قوله: "كفر": أي: هاتان الخصلتان كفر ولا يلزم من وجود خصلتين من الكفر في المؤمن أن يكون كافرا، كما لا يلزم من وجود خصلتين في الكافر من خصال الإيمان; كالحياء، والشجاعة، والكرم; أن يكون مؤمنا. قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "بخلاف قول رسول الله (: (بين الرجل والشرك والكفر ترك الصلاة ((٢) فإنه هنا أتى بأل الدالة على الحقيقة; فالمراد بالكفر هنا الكفر المخرج عن الملة، بخلاف مجيء "كفر" نكرة; فلا يدل على الخروج عن الإسلام (٣) . قوله: " الطعن في النسب ": أي: العيب فيه أو نفيه; فهذا عمل من أعمال الكفر. قوله: " النياحة على الميت ": أي: أن يبكي الإنسان على الميت بكاء على صفة نوح الحمام; لأن هذا يدل على التضجر وعدم الصبر، فهو مناف للصبر الواجب، وهذه الجملة هي الشاهد للباب. والناس حال المصيبة على مراتب أربع: الأولى: التسخط: وهو إما أن يكون بالقلب، كأن يسخط على ربه،