قوله: "تركته وشركه": أي: لم أثبه على عمله الذي أشرك فيه. وقد يصل هذا الشرك إلى حد الكفر، فيترك الله جميع أعماله; لأن الشرك يحبط الأعمال إذا مات عليه. والمراد بشركه: عمله الذي أشرك فيه، وليس المراد شريكه; لأن الشريك الذي أشرك به مع الله قد لا يتركه، كمن أشرك نبيا أو وليا; فإن الله لا يترك ذلك النبي والولي. ويستفاد من هذا الحديث: ١- بيان غنى الله تعالى; لقوله: (أنا أغنى الشركاء عن الشرك. ٢- بيان عظم حق الله، وأنه لا يجوز لأحد أن يشرك أحدا مع الله في حقه. ٣- بطلان العمل الذي صاحبه الرياء; لقوله: "تركته وشركه". ٤- تحريم الرياء; لأن ترك الإنسان وعمله، وعدم قبوله، يدل على الغضب، وما أوجب الغضب; فهو محرم. ٥- أن صفات الأفعال لا حصر لها; لأنها متعلقة بفعل الله، ولم يزل الله ولا يزال فعَّالا.