قوله: "إلى محمد": أي: النبي صلى الله عليه وسلم ولم يذكره بوصف الرسالة; لأنهم لا يؤمنون برسالته، ويزعمون أن النبي الموعود به سيأتي. قوله: "عرف أنه لا يأخذ الرشوة": تعليل لطلب التحاكم إلى النبي صلى الله عليه وسلم. والرشوة: مثلثة الراء; فيجوز الرِّشوة، والرَّشوة، والرُّشوة. والرشوة هي: المال المدفوع للتوصل إلى شيء. قال أهل العلم: "لا تكون محرمة إلا إذا أراد الإنسان أن يتوصل بها إلى باطل أو دفع حق، أما من بذلها ليتوصل بها إلى حق له منع منه أو ليدفع بها باطلا عن نفسه; فليست حراما على الباذل، أما على آخذها; فحرام". قوله: "فاتفقا أن يأتيا كاهنا في جهينة": كأنه صار بينهما خلاف، وأبى المنافق أن يتحاكما إلى النبي صلى الله عليه وسلم. والكاهن: من يدعي علم الغيب في المستقبل، وكان للعرب كهان تنزل عليهم الشياطين بخبر السماء، فيقولون: سيحدث كذا وكذا، فربما أصابوا مرة من المرات، وربما أخطئوا، فإذا أصابوا ادعوا علم الغيب،