والحلف بغير الله شرك أكبر؛ إن اعتقد أن المحلوف به مساو لله تعالى في التعظيم والعظمة، وإلا فهو شرك أصغر. وهل يغفر الله الشرك الأصغر؟ قال بعض العلماء: إن قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ} [النّساء من الآية: ٤٨] ; أي: الشرك الأكبر، {وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء من الآية: ٤٨] يعني: الشرك الأصغر والكبائر. وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: إن الشرك لا يغفره الله ولو كان أصغر١؛ لأن قوله: {أَنْ يُشْرَكَ بِهِ} [النساء: من الآية٤٨] مصدر مُؤَوَّل; فهو نكرة في سياق النفي، فيعم الأصغر والأكبر، والتقدير: لا يغفر شركا به أو إشراكا به. وأما قوله تعالى: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا} [الشمس:١] ، وقوله: {لا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ} [البلد:١] وقوله: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى} [الليل:١] ، وما أشبه ذلك، من المخلوقات التي أقسم الله بها; فالجواب عنه من وجهين: الأول: أن هذا من فعل الله، والله لا يُسْأَل عما يفعل، وله أن يقسم سبحانه بما شاء من خلقه، وهو سائل غير مسئول، وحاكم غير محكوم عليه. الثاني: أن قسم الله بهذه الآيات؛ دليل على عظمته، وكمال قدرته وحكمته; فيكون القسم بها الدال على تعظيمها ورفع شأنها؛ متضمنا للثناء على الله عز وجل، بما تقتضيه من الدلالة على عظمته.