للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

......................................................................


معها فعل القسم، وتختص بالله ورب، قال ابن مالك: "والتاء لله ورب".
والحلف بغير الله شرك أكبر؛ إن اعتقد أن المحلوف به مساو لله تعالى في التعظيم والعظمة، وإلا فهو شرك أصغر.
وهل يغفر الله الشرك الأصغر؟ قال بعض العلماء: إن قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ} [النّساء من الآية: ٤٨] ; أي: الشرك الأكبر، {وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء من الآية: ٤٨] يعني: الشرك الأصغر والكبائر.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: إن الشرك لا يغفره الله ولو كان أصغر١؛ لأن قوله: {أَنْ يُشْرَكَ بِهِ} [النساء: من الآية٤٨] مصدر مُؤَوَّل; فهو نكرة في سياق النفي، فيعم الأصغر والأكبر، والتقدير: لا يغفر شركا به أو إشراكا به.
وأما قوله تعالى: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا} [الشمس:١] ، وقوله: {لا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ} [البلد:١] وقوله: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى} [الليل:١] ، وما أشبه ذلك، من المخلوقات التي أقسم الله بها; فالجواب عنه من وجهين:
الأول: أن هذا من فعل الله، والله لا يُسْأَل عما يفعل، وله أن يقسم سبحانه بما شاء من خلقه، وهو سائل غير مسئول، وحاكم غير محكوم عليه.
الثاني: أن قسم الله بهذه الآيات؛ دليل على عظمته، وكمال قدرته وحكمته; فيكون القسم بها الدال على تعظيمها ورفع شأنها؛ متضمنا للثناء على الله عز وجل، بما تقتضيه من الدلالة على عظمته.

<<  <  ج: ص:  >  >>