قوله: "فحمد الله": الحمد: وصف المحمود بالكمال، مع المحبة والتعظيم. قوله: " وأثنى عليه ": أي: كرر ذلك الوصف. قوله: "أما بعد": سبق أنها بمعنى مهما يكن من شيء بعد; أي: بعد ما ذكرت; فكذا وكذا. قوله: " يمنعني كذا وكذا ": أي: يمنعه الحياء كما في رواية أخرى، ولكن ليس الحياء من إنكار الباطل، ولكن من أن ينهى عنها، دون أن يأمره الله بذلك، هذا الذي يجب أن تحمل عليه هذه اللفظة إن كانت محفوظة: أن الحياء الذي يمنعه ليس الحياء من الإنكار; لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يستحي من الحق، ولكن الحياء من أن ينكر شيئا قد درج على الألسنة وألفه الناس قبل أن يؤمر بالإنكار، مثل الخمر بقي الناس يشربونها حتى حُرِّمت في سورة المائدة; فالرسول صلى الله عليه وسلم لما لم يؤمر بالنهي عنها سكت، ولما حصل التنبيه على ذلك بإنكار هؤلاء اليهود والنصارى؛ رأى صلى الله عليه وسلم أنه لا بد من إنكارها؛ لدخول اللوم على المسلمين بالنطق بها.