للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

......................................................................


١٤- فضيلة الورع والزهد، وأنه قد يجر صاحبه إلى ما تحمد عقباه; لأن الأعمى كان زاهدا في الدنيا; فكان شاكرا لنعمة الله.
١٥- ثبوت الإرث في الأمم السابقة; لقوله: "ورثته كابرا عن كابر".
١٦- أن من صفات الله عز وجل الرضا، والسخط، والإرادة، وأهل السنة والجماعة يثبتونها على المعنى اللائق بالله على أنها حقيقة.
وإرادة الله نوعان: كونية، وشرعية.
والفرق بينهما: أن الكونية يلزم فيها وقوع المراد ولا يلزم أن يكون محبوبا لله، فإذا أراد شيئا قال له: كن فيكون.
وأما الشرعية: فإنه لا يلزم فيها وقوع المراد ويلزم أن يكون محبوبا لله، ولهذا نقول: الإرادة الشرعية بمعنى المحبة، والكونية بمعنى المشيئة.
فإن قيل: هل الله يريد الخير والشر كونا أو شرعا؟
أجيب: إن الخير إذا وقع; فهو مراد لله كونا وشرعا، وإذا لم يقع; فهو مراد لله شرعا فقط، وأما الشر فإذا وقع; فهو مراد لله كونا لا شرعا وإذا لم يقع; فهو غير مراد كونا ولا شرعا.
واعلم أن الشر لا ينسب إلى فعل الله - سبحانه -; ولكن إلى مخلوقات الله; فكل فعل الله تعالى خير; لأنه صادر عن حكمة ورحمة، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: " الخير بيديك والشر ليس إليك "١ وأما مخلوقات الله; ففيها خير وشر.
وإثبات صفة الرضا لله -سبحانه- لا يقتضي انتفاء صفة الحكمة، بخلاف رضا المخلوق، فقد تنتفي معه الحكمة، فإن الإنسان إذا رضي عن شخص مثلا؛ فإن عاطفته قد تحمله على أن يرضى عنه في كل شيء، ولا يضبط نفسه في معاملته لشدة رضاه عنه، قال الشاعر:

<<  <  ج: ص:  >  >>