قوله: {قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ} ٢ هذا رد عليهم; فلا يمكن أن يتخلفوا عما أراد الله بهم. وقولهم: {لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ} ٣ هذا من الاعتراض على الشرع; لأنهم عتبوا على الرسول صلى الله عليه وسلم حيث خرج بدون موافقتهم، ويمكن أن يكون اعتراضا على القدر أيضا; أي: لو كان لنا من حسن التدبير والرأي شيء ما خرجنا فنقتل. قوله: (وقعدوا) : الواو إما أن تكون عاطفة، والجملة معطوفة على (قالوا) ، ويكون وصف هؤلاء بأمرين: ١- بالاعتراض على القدر بقولهم: {لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا} ٤. ٢- وبالجبن عن تنفيذ الشرع "الجهاد" بقولهم: (وقعدوا) . أو تكون الواو للحال والجملة حالية على تقدير "قد"; أي: والحال أنهم قد قعدوا; ففيه توبيخ لهم حيث قالوا مع قعودهم، ولو كان فيهم خير لخرجوا مع الناس، لكن فيهم الاعتراض على المؤمنين، وعلى قضاء الله وقدره. قوله: (لإخوانهم) : قيل: في النسب لا في الدين، وقيل: في الدين ظاهرا; لأن المنافقين يتظاهرون بالإسلام، ولو قيل: إنه شامل للأمرين; لكان صحيحا. قوله: {لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا} هذا غير صحيح، ولهذا رد الله عليهم بقوله: {قُلْ فَادْرَأُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِين َ} ٥ وإن كنتم قاعدين; فلا تستطيعون أيضا أن تدرءوا عن أنفسكم الموت