للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مقطوع بصدقها مثل أخبار القرآن الكريم ورسله وأنبيائه ومن هم في مرتبتهم وهناك الأخبار التي يرجع صدقها واشترط الإسلام لقبولها بالنسبة للأخبار العادية من علمية وتاريخية أن يتوافر في صاحبها ثلاثة شروط: العدالة وهي ألا يكون قد عهد عليه كذب أو معصية، والأهلية الفكرية لنقل الأخبار دون تعرض لنسيان أو اضطراب، وأخيرا اتصال الراوي بمصدر الخبر أو بمن رواه.

ويعتبر النقل عن السلف مصدرا من مصادر المعرفة في الإسلام، وهو يمثل خلاصة تجارب أسلافنا الصالحين وخبرتهم، ويهمنا أن نعرف ما قاله هؤلاء السلف حتى ننسج على منوالهم ونواصل حياتنا من حيث انتهوا إليه. ولهذا يجب أن نهتم بتراثنا الأصيل وأن نخلصه من الشوائب ونقدمه لشبابنا ونشئنا في صورة مقبولة تحببهم فيه.

٤- التقليد:

يقول ابن عبد البر النمر القرطبي في جامع بيان العلم وفضله "ص١٢، ٤٥" إن حد العلم عند العلماء هو ما استيقنته وتبينته. وكل من استيقن شيئا وتبينه فقد علمه ومن لم يستيقن الشيء وقال به تقليد لم يعمله. والتقليد عند جماعة العلماء غير الاتباع. لأن الاتباع هو أن تتبع القائل على ما بان لك من فضل قوله وصحة مذهبه. والتقليد أن تقول بقوله وأنت لا تعرفه فهذا هو التقليد الأعمى. وقد قيل لا فرق بين بهيمة تقاد وإنسان يقلد. ومن منظوم القرطبي في التقليد قوله في هذا المعنى: "ج٢، ص١٤٠".

يا سائلي عن موضع التقليد خذ ... عني الجواب بفهم لب حاضر

لا فرق بين مقلد وبهيمة ... تنقاد بين صنادل ودعائر

تبا لقاض أو لمفت لا يرى ... عللا ومعنى للمقال السائر

فإذا اقتديت فبالكتاب وسنة الـ ... ـمبعوث بالدين الحنيف الطاهر

ثم الصحابة عند عدمك سنة ... فأولاك أهل نهى وأهل بصائر

وكذاك إجماع الذين يلونهم ... من تابعيهم كابرا عن كابر

إجماع أمتنا وقول نبينا ... مثل النصوص لدى الكتاب الزاهر

وإذا الخلاف أتى فدونك فاجتهد ... ومع الدليل فمل بفهم وافر

<<  <   >  >>