للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يتولاه في الدنيا". وقد ثبت في "الصحيح" يقول: "ليذهب كل قوم إلى ما كانوا يعبدون, فمن كان يعبد الشمس الشمس, ومن كان يعبد القمر القمر, ومن كان يعبد الطواغيت الطواغيت, ويمثل للنصارى المسيح, ولليهود عزير, فيتبع كل قوم ما كانوا يعبدون وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها" فهؤلاء " أهل الشرك الأكبر".

وأما "عبيد المال" الذين كنزوه, وعبيد الرجل الذين أطاعوهم في معاصي الله فأولئك يعذبون عذابا دون عذاب أولئك المشركين, إما في عرصات القيامة, وإما في جهنم, ومن أحب شيئا دون الله عذب به. وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خُلَّةٌ وَلا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ} ١. فالكفر المطلق هو الظلم المطلق, ولهذا لا شفيع لأهله يوم القيامة كما نفى الشفاعة في هذه الآية, وفي قوله: {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلا شَفِيعٍ يُطَاعُ, يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ} ٢. وقال: {فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ, وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ, قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ ,تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ, إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ, وَمَا أَضَلَّنَا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ, وَمَا أَضَلَّنَا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ, فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ, وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ, فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} ٣.


١- الآية ٢٥٤ البقرة.
٢- الآيات ١٧-١٩ غافر.
٣- الآيات ٩٤-١٠٢ الشعراء.

<<  <   >  >>