للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من الدم" ١ اللفظ لمسلم. في الصحيحين أيضا عن أبي سعيد, قال: بينما النبي صلى الله عليه وسلم يقسم جاء عبد الله ذو الخويصرة التميمي –وفي رواية أتاه ذو الخويصرة رجل من بني تميم-فقال: أعدل يا رسول الله. فقال: "ويلك! من يعدل إذا لم أعدل" قال عمر بن الخطاب: إئذن لي فأضرب عنقه. قال: "دعه, فإن له أصحابا يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم, وصيامه مع صيامهم, يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية, ينظر إلى نصله فلا يوجد فيه شيء, ثم ينظر إلى رصافه فلا يوجد فيه شيء, ثم ينظر إلى نضيه –وهو قدحه- فلا يوجد فيه شيء, ثم ينظر إلى قذذه فلا يوجد فيه شيء, قد سبق الفرث والدم" ٢. وذكر ما في الحديث.

فهؤلاء أصل ضلالههم: اعتقادهم في أئمة الهدى وجماعة المسلمين أنهم خارجون عن العدل, وأنهم ضالون, وهذا مأخذ الخارجين عن السنة من الرافضة ونحوهم. ثم يعدون ما يرون أنه ظلم عندهم كفرا. ثم يرتبون على الكفر أحكاما ابتدعوها.

فهذه ثلاثة مقامات من الحرورية والرافضة ونحوهم, في كل مقام تركوا بعض أصول دين الإسلام, حتى مرقوا منه كما مرق السهم من الرمية, وفي الصحيحين في حديث أبي سعيد: "يقتلون أهل الإسلام, ويدعون أهل الأوثان, لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد" وهذا نعت سائر الخارجين كالرافضة ونحوهم, فإنهم يستحلون دماء أهل القبلة لاعتقادهم أنهم مرتدون أكثر مما يستحلون من دماء الكفار الذين ليسوا مرتدين, لأن المرتد شر من غيره. وفي حديث أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر قوما يكونون في أمته: "يخرجون في فرقة من الناس, سيماهم التحليق. قال: هم شر الخلق, أو من شر الخلق, تقتلهم أدنى


١-متفق عليه واللفظ لمسلم.
٢- البخاري: كتاب الأدب/باب قول الرجل ويلك.
مسلم: كتاب الزكاة/ باب ذكر الخوارج وصفاتهم

<<  <   >  >>