للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الطائفتين إلى الحق" وهذ السيما سيما أولهم كما كان ذو الثدية, لأن هذا لوصف لازم لهم, وأخرجا في الصحيحين حديثهم من حديث سهل بن حنيف بهذا المعنى, ورواه البخاري من حديث عبد الله بن عمر, ورواه مسلم من حديث أبي ذر, ورافع بن عمرو, وجابر بن عبد الله, وغيرهم, وروى النسائي عن أبي برزة أنه قيل له: هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الخوارج؟ قال: نعم. سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم بأذني, ورأيته بعيني: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي بمال فقسمه, فأعطى عن يمينه, ومن شماله, ولم يعط من وراءه شيئا, فقام رجل من ورائه, فقال: يا محمد! ما عدلت في القسمة –رجل أسود, مطموم الشعر, عليه ثوبان أبيضان- فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم غضبا شديدا, وقال له: "والله لا تجدون بعدي رجلا أعدل مني" ثم قال: "يخرج في آخر الزمان قوم كأن هذا منهم, يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم, يمرقون من الإسلام كما سمرق السهم من الرمية, سيماهم التحليق, لا يزالون يخرجون حتى يخرج آخرهم من الدجال. فإذا لقيتموهم فاقتلوهم. هم شر الخلق والخليقة" وفي صحيح مسلم, عن عبد الله بن الصامت, عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن بعدي من أمتي –أو سيكون بعدي من أمتي- قوم يقرؤون القرآن لا يجاوز حلاقيمهم يخرجون من الدين كما يخرج السهم من الرمية, ثم لا يعودون فيه, هم شر الخلق والخليقة". قال بن صامت: فلقيت رافع بن عمرو الغفاري أخا الحكم بن عمرو الغفاري, قلت: ما حديث سمعته من أبي ذر كذا وكذا؟ فذكرت له الحديث, فقال: وأنا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فهذه المعاني موجودة في أولئك الذين قتلهم علي رضي الله عنه وفي غيرهم.

وإنما قولنا: إن عليا قاتل الخوارج بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم: مثل ما يقال إن النبي صلى الله عليه وسلم قاتل الكفار, أي قاتل جنس الكفار, وإن كان الكفر أنواعا مختلفة. وكذلك الشرك أنواع مختلفة, وإن لم تكن الآلهة التي كانت العرب تعبدها هي التي يعبدها الهند والصين والترك, لكن يجمعهم لفظ الشرك ومعناه.

<<  <   >  >>