رأى ربه أم لا؟ وفي أن عثمان أفضل من علي, أم علي أفضل؟ وفي كثير من معاني القرآن, وتصحيح بعض الأحاديث هي من المسائل الاعتقادية العلمية, ولا كفر فيها بالاتفاق, ووجوب الصلاة والزكاة والصيام والحج وتحريم الفواحش والخمر هي مسائل عملية, والمنكر لها يكفر بالاتفاق.
وإن قال الأصول: هي المسائل القطعية, قيل له: كثير من مسائل العمل قطعية, وكثير من مسائل العلم ليست قطعية, وكون المسألة قطعية أو ظنية هو من الأمور الإضافية, وقد تكون المسألة عند رجل قطعية لظهور الدليل القاطع له, كمن سمع النص من رسول الله صلى الله عليه وسلم, وتيقن مراده منه. وعند رجل لا تكون ظنية, فضلا عن أن تكون قطعية لعدم بلوغ النص إياه, أو لعدم ثبوته عنده, أو لعدم تمكنه من العلم بدلالته.
وقد ثبت في الصحاح عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث الذي قاله لأهله: "إذا أنا مت فأحرقوني, ثم اسحقوني, ثم ذروني في اليم, فوالله لئن قدر الله علي ليعذبني عذابا ما عذبه أحدا من العالمين, فأمر الله البر برد ما أخذ منه, والبحر يرد ما أخذ منه, وقال: ما حملك على ما صنعت؟ قال: خشيتك يا رب! فغفر له" ١ فهذا شك في قدرة الله وفي المعاد, بل ظن أنه لن يعود, وأنه لا يقدر الله عليه إذا فعل ذلك, وغفر الله له.
ولكن المقصود هنا أن مذاهب الأئمة مبنية على هذا التفصيل بين النوع والعين, ولهذا حكى طائفة عنهم الخلاف في ذلك, ولم يفهموا غور قولهم فطائفة تحكي عن أحمد في تكفير أهل البدع روايتين مطلقا, حتى تجعل الخلاف في تكفير المرجئة والشيعة المفضلة لعلي, وربما رجحت التكفير والتخليد في
١-متفق عليه.