ولا يذهبن بنا الغرور إن عرفنا طرفا من العلم أن ذلك يكفينا, وينير لنا السبيل ولكن لنعلم أنه لابد من الأخذ عن أهل العلم والمعرفة المخلصين الواعين الذين ينظرون الشريعة, ويبصرون ببصائر الحق, ولا نحكم بغير علم وروية, فللعلم عدته, وللتتلمذ مدته, ولا تستساغ الثمار إلا ناضجة, ولا يجتني الزرع إلا إذا استحصد ولنعد تلامذة في مدرسة الإسلام نتلقى للعلم, ونعد للحركة, ولا تنحرف بنا الآمال والأحلام عن نسيان الواقع, لنحسن التعامل معه على الوجه الأمثل الذي رسمه الإسلام, وخطته الشريعة, وفهمه الأوائل, وطبقه السلف الصالح رضوان الله عليهم.
وإني لأرجو الله سبحانه وتعالى أن تؤدي هذه الرسالة المجموعة من خلال كتب ابن تيمية الغرض المبتغى منها, فيسترشد بها الشباب, وتكون تبصرة لأولي الألباب ممن يريد أن يعمل على تبليغ الدعوة, ويود لو استطاع حمل الأمانة بجدارة تساوي ثقل المهمة الملقاة على عاتق هذا الجيل من المسلمين, والله أسال أن ينفعني بها والمسلمين. والمثوبة لا ترجى إلا من الله الذي أطمع أن يجعلها لي مغفرة لخطيئتي يوم الدين. اللهم آمين.