كتاب أصول الدين عند الإمام أبي حنيفة

الفصل الثاني: منهجه في تقرير أصول الدين - المبحث الأول: مصادر العقيدة عند الإمام أبي حنيفة - ص: 151

فمن المعاصرين له سفيان الثوري حيث قال: "كان أبو حنيفة شديد الأخذ للعلم، ذابا عن حرم الله أن تستحل، يأخذ بما صح عنده من الأحاديث التي كان يحملها الثقات وبالآخر من فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم وبما أدرك عليه علماء الكوفة، ثم شنّع عليه قوم يغفر الله لنا ولهم" ١.

ويقول زفر بن الهذيل تلميذ أبي حنيفة: "لا تلتفتوا إلى كلام المخالفين؛ فإن أبا حنيفة وأصحابنا لم يقولوا في مسألة إلا من الكتاب والسنة والأقاويل الصحيحة، ثم قاسوا بعد عليها" ٢.

ويقول الحسن بن صالح ٣: "كان أبو حنيفة شديد الفحص عن الناسخ من الحديث والمنسوخ؛ فيعمل بالحديث إذا ثبت عنده عن النبي صلى الله عليه وسلم" ٤.

ومن المتأخرين عنه ابن تيمية حيث قال: "من ظن بأبي حنيفة أو غيره من أئمة المسلمين أنهم يتعمّدون مخالفة الحديث الصحيح لقياس أو غيره، فقد أخطأ عليهم، وتكلّم إما بظن وإما بهوى، فهذا أبو حنيفة يعمل بحديث التوضؤ بالنبيذ في السفر مخالفة للقياس، وبحديث القهقهة في الصلاة مع مخالفته للقياس لاعتقاده صحتهما، وإن كان أئمة الحديث لم يصححوهما" ٥.

---

١ الانتقاء ص١٤٢.
٢ مناقب أبي حنيفة للمكي ص٧٥.
٣ هو الحسن بن صالح بن صالح بن حي وهو حيان بن شفي بضم المعجمة والفاء مصغرا الهمداني بسكون الميم قال عنه ابن حجر: "ثقة فقيه عابد رمي بالتشيع من السابعة" مات سنة ١٩٩هـ وكان مولده سنة ١٠٠هـ.
تقريب التهذيب ١/١٦٧؛ وانظر ترجمته في تهذيب التهذيب ٢/٢٨٥.
٤ أخبار أبي حنيفة وأصحابه ص١١.
٥ مجموع الفتاوى ٢٠/٣٠٤