للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أهل العراق يقال له سوسن كان نصرانيا فأسلم ثم تنصر، فأخذ عنه معبد الجهني وأخذ غيلان عن معبد"١.

فتصدى لهم من بقي من الصحابة كابن عمر وابن عباس وغيرهما وأخبروا أنهم مجوس هذه الأمة لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "القدرية مجوس هذه الأمة، إن مرضوا فلا تعودوهم وإن ماتوا فلا تشهدوهم" ٢.

ولقد اهتم الإمام أبو حنيفة رحمه الله تعالى بالرد على بدعة القدرية اهتماما بالغا وخاصة في كتابه الفقه الأكبر؛ حيث يقول فيه: "وهو الذي قدر الأشياء وقضاها ولا يكون في الدنيا ولا في الآخرة شيء إلا بمشيئته وعلمه وقضائه وقدره" ٣.

ويقول: "وجميع أفعال العباد من الحركة والسكون كسبهم على الحقيقة، والله تعالى خالقها، وهي كلها بمشيئته وعلمه وقضائه وقدره" ٤.

وقرر هذا الطحاوي في بيان اعتقاد أهل السنة والجماعة على مذهب أبي حنيفة وصاحبيه حيث قال: "وكل شيء يجري بتقديره ومشيئته، ومشيته تنفذ، لا مشيئة للعباد، إلا ما شاء لهم، فما شاء لهم كان، وما لم يشأ لم يكن" ٥.


١ شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة ٢/٧٤٩-٧٥٠؛ والشريعة ص٢٤٢؛ وسير أعلام النبلاء ٤/١٨٧.
٢ أخرجه أبو داود: كتاب السنة باب في القدر ٥/٦٦ ح٤٦٩١؛ والحاكم في المستدرك ١/٨٥، كلاهما من طريق أبي حازم عن ابن عمر قال الحاكم على أثره: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين إن صح سماع أبي حازم من ابن عمر ولم يخرجاه" وأقره الذهبي في التلخيص.
٣ الفقه الأكبر ص٣٠٢، ٣٠٣.
٤ المصدر السابق.
٥ العقيدة الطحاوية بتعليق الألباني ص٢١.

<<  <   >  >>