للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

به فقال له الجهم في خلدي شيئا فسأرجع إليك، فقام من عنده ولم يعد إليه" ١.

هذا جارٍ على مذهب أبي حنيفة في أن الأعمال ليست من الإيمان، وإنما الإيمان هو التصديق بالقلب والإقرار باللسان.

وما ذكر من الأدلة غايتها أن تدل على أن القول باللسان من الإيمان، وأن أصل الإيمان الذي هو الدخول في الإسلام لا يحصل إلا بالتصديق بالقلب والإقرار باللسان لا تدل على أن الأعمال ليست من الإيمان.

ويتلخص موقف أبي حنيفة من جهم وبدع الجهمية فيما يلي:

" تكفيره لهم ويظهر من هذا أنه لا يعتبرهم من أهل القبلة.

" عدم جواز الصلاة خلفهم.

"ج" إنكاره لبدعهم أشد الإنكار كخلق القرآن والقول بالجبر وتعطيل الصفات والقول بالإرجاء المطلق.

٦- المعتزلة

ظهرت هذه الفرقة في نهاية القرن الهجري الأول وبلغت شأوها في العصر العباسي الأول. يرجع اسمها إلى اعتزال إمامها واصل بن عطاء ٢


١ مناقب أبي حنيفة للمكي ص١٢٤، ١٢٥، ١٢٦.
٢ هو واصل بن عطاء المعروف بالغزّال من موالي بني مخزوم وقيل من موالي بني ضبة، قال عنه الذهبي: "البليغ الأفوه..كان ألثغ بالراء غينا فلاقتداره على اللغة وتوسعه يتجنب الوقوع في لفظة فيها راء ... وهو وعمرو بن عبيد رأسا الاعتزال طرده الحسن من مجلسه لما قال: "الفاسق لا مؤمن ولا كافر فانضم إليه عمرو واعتزلا حلقة الحسن وتبعهما أنصارهما فسموا المعتزلة". مات سنة =

<<  <   >  >>