للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأشار عضد الدين الأيجي الأشعري ١ إلى هذه الطريقة فقال: "وقد علمت أن العالم إما جواهر وإما أعراض، وقد استدل على إثبات الصانع بكل واحد وبإمكانه أو بحدوثه فهذه وجوه أربعة ... " ٢.

وقال التفتازاني شارح العقيدة النسفية الماتريدية شارحا هذه الطريقة: "فإذا تقرر أن العالم أعيان وأعراض، والأعيان أجسام وجواهر؛ فنقول: إن الكل حادث. أما الأعراض؛ فبعضها بالمشاهدة كالحركة بعد السكون والضوء بعد الظلمة والسواد بعد البياض ... وبعضها بالدليل، وهو سريان العدم ... وأما الأعيان فلأنها لا تخلو من الحوادث، وكل ما لا يخلو من الحوادث فهو حادث ... فنتج من كل هذا أن العالم كله حادث، ولما ثبت أن العالم محدَث، ومعلوم أن المحدث لا بد له من محدِث لضرورة امتناع ترجيح أحد طرفي الممكن من غير مرجح؛ ثبت أنه له محدث، والمحدث للعالم هو الله تعالى" ٣.

هذه هي طرقة المعتزلة ومن تبعهم من الأشاعرة والماتردية في إثبات الصانع وحدوث العالم.

فما موقف الإمام أبي حنيفة رحمه الله تعالى من هذه الطريقة؟ للإجابة عن هذا السؤال أودُّ أن أشير إلى أن منهج الإمام أبي حنيفة


١ هو عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الغفار الأيجي.
قال عنه ابن حجر: "كان إماما في المعقول قائما بالأصول والمعاني والعربية مشاركا في الفنون ... وكان كثير المال جدا كريم النفس يكثر الإنعام على الطلبة ... مات سنة ٧٥٦هـ.
الدرر الكامنة ٢/٣٢٢، ٣٢٣.
٢ المواقف ص٢٦٦.
٣ العقائد النسفية ص٢٨-٣١.

<<  <   >  >>