للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال عليه الصلاة والسلام: "لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك ... " ١.

وقال عليه الصلاة والسلام: " لما خلق الله الخلق كتب في كتابه ـ وهو يكتب على نفسه وهو وضع عنده على العرش ـ إن رحمتي تغلب غضبي" ٢. فما أثبته الله لذاته المقدسة من الصفات، وأثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم وجب إثباته من غير تمثيل ولا تكييف ولا تعطيل.

هذا معتقد أهل السنة والجماعة وسلف الأمة، يقول ابن خزيمة: "فنحن وجميع علمائنا من أهل الحجاز وتهامة واليمن والعراق والشام ومصر مذهبنا أن نثبت لله ما أثبته لنفسه، ونقر بذلك بألسنتنا، ونصدق بذلك بقلوبنا، من غير أن نشبه وجه خالقنا بوجوه أحد من المخلوقين، وعزّ ربنا أن نشبّهه بالمخلوقين وجلّ ربنا عما قالت المعطلة" ٣.

ومن جملة تلك الصفات صفتا الوجه والنفس، فأثبتوهما لله حقيقة من غير تمثيل ولا تكييف ولا تعطيل. وهذا ما يعتقده الإمام أبو حنيفة ويؤمن به. دل على ذلك قوله: "وله يد ووجه ونفس كما ذكر الله في القرآن، فما ذكره الله في القرآن من ذكر الوجه واليد والنفس فهو له صفات بلا كيف" ٤.


١ أخرجه مسلم: كتاب الصلاة باب ما يقال في الركوع والسجود ١/٣٥٢ ح٤٨٦ من طريق الأعرج عن أبي هريرة عن عائشة.
٢ أخرجه البخاري: كتاب التوحيد باب قول الله تعالى: {وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ} ١٣/٣٨٤ ح٧٤٠٤، ومسلم: كتاب التوبة باب في سعة رحمة الله تعالى وأنها سبقت غضبه ٤/٢١٠٧ ح٢٧٥١. كلاهما من طريق أبي صالح عن أبي هريرة.
٣ التوحيد لابن خزيمة ص١٠، ١١.
٤ الفقه الأكبر ص٣٠٢.

<<  <   >  >>