للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الغيب فقد كذب، وهو يقول: "لا يعلم الغيب إلا الله" ... " ١.

وكان عليه الصلاة والسلام يعلم أصحابه الاستخارة في الأمور كلها كما يعلم السورة من القرآن يقول: "إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل: اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، أو قال عاجل أمري وآجله فاقدره لي، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، أو قال في عاجل أمري وآجله فاصرفه عني واصرفني عنه، وقدّر لي الخير حيث كان، ثم أرضني به، ويسمي حاجته" ٢.

وكان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: " اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري وما أنت أعلم به مني" ٣. فالنصوص الشرعية الدالة على صفة العلم كثيرة. فأهل السنة والجماعة آمنوا بها وأثبتوا ما تدل عليه من معنى ونفوا الكيفية، أما الجهمية والمعتزلة فأنكروا أن يكون لله علم أضافه لنفسه، وجحدوا أن يكون قد أحاط بكل شيء علما، وحاربوا النصوص الدالة على ذلك. فمعبودهم على هذا الاعتقاد ليس العليم الخبير الذي هو بكل شيء عليم، وإنما يعبدون العدم.


١ كتاب التوحيد من صحيح البخاري باب قول الله تعالى: {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً} ١٣/٢٦١ ح٧٣٨٠، من طريق الشعبي عن مسروق عن عائشة.
٢ أخرجه البخاري: كتاب الدعوات باب الدعاء عند الاستخارة ١١/١٨٣ ح٦٣٨٢ من طريق محمد بن المنكدر عن جابر.
٣ أخرجه البخاري: كتاب الدعوات باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت" ١١/١٩٦ ح٦٣٩٩، من طريق أبي بردة عن أبي موسى.

<<  <   >  >>