للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال: "كما أنه محيي الموتى بعد ما أحيا، استحق هذا الاسم قبل إحيائهم، كذلك استحق اسم الخالق قبل إنشائهم" ١.

٤- الإحياء والإماتة:

من صفات الله الفعلية الإحياء والإماتة، ومن أسماء الله تعالى المحيي والمميت، فالمحيي يدل على أن الله هو الذي يحيي النطفة الميتة فيخرج منها نسمة الحياة ويحيي الأجسام البالية بإعادة الأرواح إليها عند البعث، ويحيي القلوب بنور المعرفة، ويحيي الأرض بعد موتها بإنزال الغيث وإنبات الرزق ٢.

والمميت يدل على أن الله يميت الأحياء ويوهن بالموت قوة الأصحاء الأقوياء.

قال تعالى: {وَهُوَ يُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} "سورة الشورى: الآية٩".

فتمدّح ذاته سبحانه وتعالى بالإماتة كما تمدّح بالإحياء ليعلم أن مصدر الخير والشر والنفع والضر من قِبَله وأنه لا شريك له في الملك، استأثر بالبقاء وكتب على خلقه الفناء ٣.

قال الطحاوي في بيان اعتقاد أهل السنة والجماعة على مذهب أبي حنيفة وصاحبيه: "وكما أنه محيي الموتى بعد ما أحيا، استحق هذا


١ العقيدة الطحاوية بتعليق الألباني ص٢٠.
٢ كتاب شأن الدعاء ص٧٩، والأسماء والصفات ص٩٥ بتصرف.
٣ انظر كتاب شأن الدعاء ص٨٠، وكتاب الأسماء ص٩٦.

<<  <   >  >>