للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثامنا: أن النبي صلى الله عليه وسلم لما سأله جبريل صلوات الله عليه عن الإيمان، ما أجاب عنه إلا بالتصديق حيث قال: " أن تؤمن بالله وملائكته ... ولم يذكر فيه إلا ... التصديق ثم قال: هذا جبريل أتاكم يعلمكم أمر دينكم " ١.

ولو كان الإيمان اسما لما وراء التصديق، لكان أتى ليلبس عليهم أمر دينهم، لا ليعلِّمهم وكان النبي صلى الله عليه وسلم قصَّر في الجواب ٢.

تاسعا: إن ضد الإيمان هو الكفر، والكفر هو التكذيب والجحود يصدِّقه أن الله تعالى قابل الكفر بالإيمان فقال: {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ} "سورة البقرة: الآية٢٥٦".

ثم المراد منها التكذيب والتصديق فدلّ أن الإيمان ذلك ٣ يعني: أن الإيمان هو التصديق.

الجواب عن أدلة أبي حنيفة وأصحابه

"أ" الجواب عن أدلة أبي حنيفة:

أولا: قول أبي حنيفة: أنه في كثير من الأوقات يرتفع العمل عن المؤمن ولا يجوز أن يقال ارتفع عنه الإيمان.

هذا القول فيه نظر، إذ العمل لا يرتفع عن المؤمن كليّةً، بل قد يرتفع


١ أخرجه البخاري كتاب الإيمان باب سؤال جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم عن الإيمان ١/١١٤ ح٥٠ من طريق أبي زرعة عن أبي هريرة.
٢ تبصرة الأدلة ق: ٣٣٦، ٣٣٧.
٣ تبصرة الأدلة ق-٣٦٦/أ.

<<  <   >  >>