للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أبي حنيفة وصاحبيه حيث قال: "وأنه خاتم النبيين". وقال: "وكل دعوى النبوة بعده فغي وهوى" ١.

قال الناصري ٢ الحنفي شارحا كلام الطحاوي: "فصرح فقهاء الملة رحمهم الله بكونه خاتَماً، حسما لدعوى المتنبئين والدجالين. ولهذا المعنى قال مشايخنا رحمهم الله: إذا ادعى أحد بعد نبينا محمد صلوات الله عليه النبوة لا يقال له: ما آيتك على ما تدّعي، بل يقابل بالتكذيب والرد؛ لقيام الأدلة القاطعة على أنه لا نبي بعد محمد صلوات الله عليه؛ فثبت أن من ادّعى النبوة فهو كذاب دجال" ٣.

"ب" عموم الرسالة

اقتضت حكمة الله أن يرسل نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم برسالة عامة للناس جميعهم على اختلاف بيئاتهم، وتنوع علاقاتهم، وتباين ألسنتهم وتقاليدهم وعاداتهم وألوانهم تضمن سعادتهم الدنيوية والأخروية.

قال تعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً} "سورة الأعراف: الآية١٥٨".

وقال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاّ كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً} "سورة سبأ: الآية٢٨".


١ العقيدة الطحاوية بتعليق الألباني ص ص٢٢-٢٣.
٢ هو بكير بن نجم الدين التركي الناصري قال عنه اللكنوي: "كان فقيها عارفا بصيرا في الفقه ... وشرح عقيدة الطحاوية سماه بالنور اللامع والبرهان الساطع. مات ببغداد سنة "٦٥٢هـ". الفوائد البهية ص٥٦. وانظر ترجمته في الجواهر المضية ١/٦٢؛ وتاج التراجم ص١٩؛ وشرح الأحياء ٢/٣.
٣ النور اللامع ""ق-٦٤-ب".

<<  <   >  >>