للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وطغيان. وأما من سبهم بما لا يقدح في عدالتهم ولا في دينهم مثل وصف بعضهم بالبخل بهتانا فهذا يستحق التأديب والتعزير ولا نحكم بكفره بمجرد ١ ذلك.

قال النسفي: "ويكف عن ذكر الصحابة إلا بخير" ٢.

قال الشارح: "لما ورد من الأحاديث الصحيحة في مناقبهم ووجوب الكف عن الطعن فيهم ... فسبهم والطعن فهم إن كان مما يخالف الأدلة القطعية فكفرٌ كقذف عائشة وإلا فبدعة وفسق" ٣.

وروى ابن أبي العوام أن رجلا سأل أبا يوسف فقال: "يا أبا يوسف يذكرون عنك أنك تجيز شهادة من يشتم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم على التأويل فقال: ويحك هذا أحبسه وأضربه حتى يتوب" ٤.

فالمقصود أن لازم مقالة من سب الصحابة أنهم كفار أو فساق، ومضمونها أن هذه الأمة شر الأمم، وإن سابقي هذه الأمة هم شرارها ٥.

سئلت اليهود: من خير أهل ملتكم؟ فقالوا: أصحاب موسى، وسئلت النصارى: من خير أهل ملتكم: فقالوا: حواري عيسى، وسئلت الرافضة: من شر أهل ملتكم؟ فقالوا: أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ٦.


١ السيف المسلول.
٢ العقيدة النسفية ص٢٩ ضمن النفائس.
٣ شرح العقائد النسفية للتفتازاني ص١٦١، ١٦٢.
٤ فضائل أبي حنيفة وأصحابه ص١٨٠.
٥ انظر الصارم المسلول ص٥٨٦، ٥٨٧؛ ومنهاج السنة ١/٢٧.
٦ منهاج السنة ١/٢٧.

<<  <   >  >>