للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

محمد بن أبي الليث بامتحان الناس أجمع، فلم يبق أحد من فقيه ولا محدث ولا مؤذن ولا معلم حتى أُخذ بالمحنة، فهرب كثير من الناس، وملئت السجون ممن أنكر المحنة، وأمر ابن أبي الليث بالاكتتاب على المساجد لا إله إلا الله رب القرآن المخلوق فكتب بذلك على المساجد فسطاط مصر، ومنع الفقهاء من أصحاب مالك والشافعي من الجلوس في المساجد، وأمرهم ألا يقربوه"١.

واستمرت المحنة حتى تولى الخلافة المتوكل، فأظهر الله السنة وفرج عن الناس٢.

قال الذهبي: "وفي سنة ٢٣٤هـ أظهر المتوكل ٣ السنّة، وزجر عن القول بخلق القرآن، وكتب بذلك إلى الأمصار واستقدم المحدثين إلى سمراء وأجزل لهم صلاتهم ورووا أحاديث الرؤية والصفات" ٤.

وقال ابن الجوزي: "وفي سنة ٤٠٨هـ استتاب القادر ٥ بالله أمير


١ الولاة وكتاب القضاء ص٤٥١.
٢ سير أعلام النبلاء ١١/٢٦٥.
٣ هو جعفر بن محمد بن هارون بن محمد القرشي البغدادي العباسي ولد سنة ٢٠٥هـ وبويع له بالخلافة سنة ٢٣٢هـ بعد موت أخيه الواثق بالله فأظهر السنة ونصر أهلها ومحا البدعة مات سنة ٢٤٧هـ مقتولا. تاريخ بغداد٧/١٦٥-١٧٢. وانظر ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٢/٣٠؛ وشذرات الذهب ٢/١١٤-١١٦.
٤ سير أعلام النبلاء ١٢/٣٤.
٥ هو أحمد بن إسحاق بن المقتدر جعفر بن المعتضد العباسي البغدادي قال عنه الخطيب: "وكان من الستر والديانة وإدامة التهجد بالليل وكثرة البر والصدقات على صفة اشتهرت عنه وعرف بها عند كل أحد مع حسن المذهب وصحة الاعتقاد وكان صنف كتابا في الأصول ذكر فيه فضائل الصحابة على ترتيب =

<<  <   >  >>