للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يجوز لنا أن نصفه بالإرجاء المطلق، لأن الإرجاء الذي يتبادر إلى الذهن هو ذلك القول الذي لا يقول به مسلم أبدا" ١.

ومع هذا فإن أبا حنيفة لم يختص بهذا المذهب وحده، بل إنه مذهب لبعض أهل العلم ٢ ممن اشتغلوا بعلم الحديث وروايته، بل إن منهم من روى له الشيخان ـ البخاري ومسلم ـ في صحيحيهما.

قال صاحب كتاب إيثار الحق على الخلق: "وفي كتب الرجال نسب الإرجاء إلى جماعة من رجال البخاري ومسلم وغيرهما من الثقات الرفعاء؛ منهم ذر ٣ بن عبد الله الهمداني أبو عمر التابعي، حديثه في كتب الجماعة كلهم. وقال أحمد: هو أول من تكلم في الإرجاء.

وأيوب بن عائذ الطائي ٤، حديثه عند "خ، م، ت، د"، وسالم بن عجلان الأفطس ٥ حديثه في "خ، د، س، ق"، وكان داعية إلى الإرجاء.


١ كتاب الإيمان بين السلف والمتكلمين ص٩١.
٢ وفي هذا يقول ابن عبد البر في جامع بيان العلم ٢/١٤٨ ط/ دار الكتب العلمية: "ونقموا أيضا على أبي حنيفة الإرجاء. ومن أهل العلم من ينتسب إلى الإرجاء كثير، لم يعن أحد بنقل قبيح ما قيل فيهم كما عنوا بذلك في أبي حنيفة لإمامته، وكان أيضا مع هذا يحسد وينسب إليه ما ليس فيه ويختلق عليه ما لا يليق" وبمثل هذا قال شيخ الإسلام. انظر منهاج السنة ٢/٦١٩.
٣ هو ذر بن عبد الله بن زرارة المرهبي الهمداني أبو عمر الكوفي، قال عنه ابن حجر: "ثقة عابد رمي بالإرجاء من السادسة مات قبل المائة".
تقريب التهذيب ١/٢٣٨، وتهذيب التهذيب ١/٤٠٦.
٤ هو أيوب بن عائذ بن مدلج الطائي البحتري بضم الموحدة وسكون المهملة وضم المثناة الكوفي قال عنه ابن حجر: "رمي بالإرجاء من السادسة".
تقريب التهذيب ١/٩٠؛ وتهذيب التهذيب ١/٤٠٦.
٥ هو سالم بن عجلان الأفطس الأموي مولاهم أبو محمد الحراني قال عنه =

<<  <   >  >>