للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأرض إله في كل وقت، ومثل هذا الاستعمال يصدق في أقل مدة يعبد الله فيها، وأيضا الاعتراض لازم على كل حال إن كان صحيحا، فهم يقولون الإله والرب معناهما واحد، فالرب هن الإله، والإله هو الرب، لأنهم لا يفرقون بينهما، فقوله تعالى {وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الأَرْضِ إِلَهٌ} . أي رب ومعبود باعترافهم، وسوف يجيء زمن -كما قالوا- لا يكون الله في الأرض معبودا، فما المخلص ما أكثر ما يزلون، وأيضا من قال لهم: إن زمنا من الأزمان لا يعبد الله فيه أحد؟ ألا يذكرون قوله صلى الله عليه وسلم: "لا تزال طائفة من أمتي على الحق حتى تقوم الساعة وهم على ذلك" وهبوا أنه لا يعبد الله من الناس أحد في ذلك الزمن، فالكائنات الأخرى تعبده، والقرآن أخبر بأنها تسجد له وتسبحه، ولا يجسرون أن يقولوا: إن الأنبياء والأولياء أحياء في قبورهم، يعبدون الله ويعطون سائليهم، فالله معبود في الأرض إلى يوم القيامة ولو من الأموات على زعمهم فالشبهة مثل الضعف أ. هـ١


١ بتلخيص وتصرف من الفصل الحاسم.

<<  <   >  >>