للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الشبهة الخامسة عشر: إن الوهابيين خالفوا المسلمين بمنعهم الإحتفال بالمولد النبوي الشريف]

...

الشبهة الخامسة عشرة

إن الوهابيين مما خالفوا فيه المسلمين بمنعهم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف زاعمين أنه بدعة سيئة، وقد استحسنه العلماء وعملوا به منذ قرون عديدة في أكثر القرى والأمصار الإسلامية في ليلة الثاني عشر من شهر ربيع الأول من كل عام، ويحضر في هذا الاحتفال كثير من العلماء والوجهاء والأمراء والوزراء، ويستبشرون بتلك الليلة الشريفة وتتلى فيها قصة المولد الشريف، وتنشد فيها قصائد المدائح النبوية، وقد تمد الموائد بأنواع الأطعمة الفاخرة للغني والفقير، ويحصل بذلك الاحتفال بذكرى ولادته صلى الله عليه وسلم نهاية الفرح والسرور والأنس والحبور، يدل هذا الاحتفال الشريف على حب المحتفلين للرسول صلى الله عليه وسلم القائل: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين". وقد استندوا في دعواهم إلى ما يلي:

أولا: قد استنبط الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله من حديث: صوم النبي صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء لما قدم المدينة ووجد اليهود يصومون فسألهم قالوا هو يوم أغرق الله فيه فرعون ونجى موسى، فنحن نصومه شكرا لله، فقال صلى الله عليه وسلم: " فأنا أحق بموسى منكم، فصامه وأمر بصيامه".

فالذين يحتفلون بمولده باعثهم المحبة والفرح شاكرين الله تعالى على ما أنعم الله به على المسلمين من ولادة هذا الرسول الكريم والسيد العظيم الذي فضله الله على الخلائق أجمعين.

ثانيا: ما أخرجه البيهقي عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم عق عن نفسه بعد النبوة خرج السيوطي في حسن المقصد لعمل المولد عليه، قال قد ظهر لي تخريجه -أي عمل المولد النبوي، على أصل آخر، وهو ما أخرجه البيهقي عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم عق عن نفسه بعد النبوة مع أنه قد ورد أن جده عبد

<<  <   >  >>