للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولما قام الشيخ بالدعوة برفق ولين متبعا قوله تعالى {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ} ١ وكان ذاك في بلدة حريملاء, وبين لهم أن لا يدعى إلا الله, ولا يذبح إلا لله, وأن عقيدتهم في تلك القبور والأحجار والأشجار من الاستغاثة بها وصرف النذور إليها واعتقاد النفع والضر منها ضلال وزور, وعزز كلامه بآيات من كتاب الله المجيد وأقوال الرسول صلى الله عليه وسلم وأفعاله وسيرة أصحابه.

وقع بينه وبين الناس نزاع وجدال, فاستمر الشيخ يدعو بلسانه وقلمه وإرشاده, وتبعه ناس من أهل البلدة, وكان في تلك البلدة قبيلتان, وكل يدعي الزعامة, وليس هناك من يحكم الجميع ويأخذ حق الضعيف ويردع السفيه, وكان لإحدى القبيلتين عبيد يأتون بكل منكر وفساد, فصمم الشيخ على منعهم وردعهم, ولما أحس أولئك الأرقاء بما صمم عليه الشيخ, عزموا أن يفتكوا به خفية, فتسوروا عليه من وراء الجدار فشعر بهم بعض الناس فصاحوا بهم وهربوا.


١ سورة النحل الآية ١٢٥.

<<  <   >  >>