للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

العوام بأنا نحن معشر الملوك والزعماء مسلمون, ونجل دين الإسلام ونحب النبي صلى الله عليه وسلم بشبهة هذا الاحتفال, والله أعلم والناس شهود أنهم أبعد الناس من الشريعة الغراء وأنهم يحكمون بغير ما أنزل الله, فيتركون القرآن الشريف ويتركون أحكام النبي الكريم, ويستوردون القوانين الغربية وينصبون المحاكم الطاغوتية, بل آل ببعضهم بالإضافة إلى تحكيم القوانين ونبذ الشريعة الغراء, أنهم يتصرفون في الشريعة فأخذ بعضهم يحرم تعدد الزوجات والطلاق ويبيحون شرب الخمور, ويبيحون البغاء والربا والقمار والخنا والفجور وسائر المنكرات, لا يأمرون بمعروف ولا ينكرون منكرا ولا يحكمون في أحكامهم القرآن والسنة, بل ولا يقرؤون القرآن ولا يلتفتون إليه وأكثرهم لا يحج بيت الله الحرام, بل ولا يصلي ولا يصوم شهر رمضان, فبعده من الله ورسوله أبعد من العرش إلى الفرش.

ومع هذه المخزيات والظلمات والضلالات والمكفرات والمبتدعات, يموهون على البسطاء ويضللون جهال المسلمين بأنهم مسلمون ويحبون الرسول, وبرهانهم على هذه المحبة الكاذبة لا شيء سوى تأييدهم لهذا الاحتفال المبتدع والحضور في تلك الحفلة أو إرسال من ينوب عن الرئيس والأمير, وكل أدلته وبراهينه على إسلامه المزيف هو هذا الاحتفال فقط, فهل هذا هو الإسلام الذي ارتضاه الله لنا فقال {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإسْلامَ دِيناً} , بل هؤلاء ليسوا من الإسلام في شيء, وينبغي أن نبشرهم بقوله تعالى: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} وقوله تعالى: {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً} .

وقوله تعالى {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} وفي آية {فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} وفي آية {فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} .

فإذا كان العلماء والمحققون من الفقهاء والمحدثين لم يجيزوا بدعة

<<  <   >  >>