للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

جواب الشبهة

الكلام على الصوفية طويل, وقد كتب العلماء قديما وحديثا كتبا كثيرة في حقيقة الصوفية وتاريخ نشأتها ومبادئها, ولو ذهبت أذكر هذا لطال الكلام, ولكني سأذكر بعض مبادئ الصوفية, وبه يتجلى أن المنكرين عليهم هم المصيبون, فأقول وبالله التوفيق.

إن الصوفية لم تكن معروفة في عهد الصحابة –رضي الله عنهم- بل لم تكن مشهورة في القرون الثلاثة المفضلة, وإنما اشتهرت بعد القرون الثلاثة الأول, وإن كان أصل ابتدائها في القرن الثاني.

وإلى القارئ بيان بعض مبادئ الصوفية ومنكراتها:

زعمهم أن الإسلام شريعة وحقيقة, ويسمون علماء الشريعة علماء الظاهر, أو علماء الرسوم أو أهل النظر, ويسمون أنفسهم علماء الحقيقة وعلماء الباطن أو علماء الغيب أو أهل الله أو أهل الكشف أو العارفين بالله, ويعتبرون أنفسهم الخاصة وخاصة الخاصة, كما يعتبرون علماء الشريعة طبقة العوام, ويفتخرون على علماء الشرع بأنهم أخذوا علومهم من الأموات, وهم أخذوا علمهم من الحي الذي لا يموت.

يقول أبو زيد البسطامي من أئمة التصوف في القرن الثالث يخاطب علماء الشريعة:

أخذتم علمكم ميتا عن ميت, وأخذنا علمنا من الحي الذي لا يموت, يقول أمثالنا حدثني قلبي عن ربي, وأنتم تقولون حدثني فلان وأين هو؟ قالوا: مات, عن فلان وأين هو؟ قالوا: مات.

وأنت خبير أن تقسيم الإسلام إلى شريعة وحقيقة تقسيم مخترع باطل, لم يقيموا عليه دليلا واحدا من الكتاب أو من السنة أو على الأقل من كلام الأئمة المهتدين, ومما يبين بطلان هذا المبدأ.

أ- أنهم يدعون بأنهم يخاطبون الله أو يكشف لهم اللوح المحفوظ

<<  <   >  >>