وقد جد في تعليم الناس, وحثهم على الطاعة وأمرهم بتعلم أصول الإسلام وشرائطه وسائر أحكام الدين, وأمر جميع أهل البلاد بالمذاكرة في المساجد كل يوم بعد صلاة الصبح, وبين العشائين, بمعرفة الله، ومعرفة دين الإسلام, ومعرفة أركانه, ومعرفة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ونسبه ومبعثه وهجرته.
وأول ما دعا إليه كلمة التوحيد, وسائر العبادات التي لا تنبغي إلا لله, كالدعاء, والذبح, والنذر, والخوف, والرجاء, والخشية, والرغبة, والتوكل, والإنابة, وغير ذلك.
فلم يبق أحد من عوام أهل نجد, جاهلا بأحكام دين الإسلام بل كلهم تعلموا ذلك, بعد أن كانوا جاهلين, إلا الخواص منهم.
وانتفع الناس به من هذه الجهة الحميدة أي سيرته المرضية وإرشاده النافع. انتهى.
"٤"
كلام عبد المتعال الصعيدي: في كتابه "المجددون في الإسلام"
قال عنه: هو الشيخ محمد بن عبد الوهاب, ثم ذكر ولادته ونشأته, ورحلاته لتحصيل العلوم, ثم قال:
وقد رجع إلى بلده بعد هذه الرحلة العلمية الطويلة, وقد تهيأ له بها ما لم يتهيأ لغيره من علماء نجد, فكان أوسع منهم علما, وأعرف بالعلماء السابقين الذين كانت لهم جولة في الإصلاح, ولم يقع في ذلك الجمود والركود, الذي وقع فيه علماء عصره حتى ألفوا ما فيه من البدع وأخذوها على أنها من أصول الدين وأركانه.
فلما عاد الشيخ إلى بلده, لم يرض بما رضي به علماء نجد, من السكوت على تلك البدع, وأراد أن يعيد في محاربتها عهد أسلافه من الحنابلة, ولا سيما الشيخ ابن تيمية رحمه الله.