للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأتباعه, بل ولكل مسلم أن ينهى عن قراءته امتثالا لقول الله تعالى, ولقول الرسول صلى الله عليه وسلم, أما قوله تعالى {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} , وما أتانا الرسول صلى الله عليه وسلم بهذه الصيغ المخالفة والموضوعة, بل نهانا الرسول صلى الله عليه وسلم عن المحدثات والبدع والضلالات فقال في حديث العرباض بن سارية: "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهدين من بعدي, عضوا عليها بالنواجذ, وإياكم ومحدثات الأمور, فإن كل محدثة بدعة, وكل بدعة ضلالة, وكل ضلالة في النار" , رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن صحيح, وورد في الحديث الصحيح عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها: قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد". "أي مردود عليه".

ومن أراد أن يعرف الصيغ الواردة في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ما صح فيها وما كان ضعيفا, فليقرأ جلاء الأفهام في الصلاة على خير الأنام للحافظ ابن القيم رحمه الله, أو كتب الأذكار المأثورة كالأذكار للنووي, ونزل الأبرار لصديق حسن خان وغيرها.

وأما قوله: اللهم صل على محمد حتى لا يبقى من صلواتك شيء ... الخ, فهذا أعظم وأطم, ومن كثرة اعتناء الكثيرين من الناس وبعض المنسبين إلى العلم, أنه أخبرني أحد شيوخنا قال: رفع إليه سؤال من بعض قضاة البحرين يسأل عن تفسير هذه الصيغة, وقال الشيخ فيما أظن أن المؤلف يقصد في هذا الدوام ... بمعنى أن تبقى الصلاة على النبي دائما, لأن صلوات الله عليه لا نفاد له.

فيا للعجب من السائل ومن المجيب, أهكذا يكون العالم؟ هكذا ينتصب مثل هؤلاء لإرشاد الناس ولهدايتهم, وهم لا يميزون بين السنة والبدعة.

<<  <   >  >>