كتاب الصواعق المرسلة الشهابية على الشبه الداحضة الشامية

فصل: في رد قول الملحد: (لكن ندعو العامة إلى الأدب في التوسل ... الخ - ص: 156

القول به على ثبوت حديث الأعمى وصحته، وفيه من لا يحتج به عند أهل الحديث١.

ونقل القدوري وغيره من الحنفية عن أبي يوسف أنه قال: قال أبو حنيفة رضي الله عنه: لا ينبغي لأحد أن يدعو الله إلا به. وذكر الملا في شرح التنوير على التتار خانية عن أبي حنيفة قال: لا ينبغي لأحد أن يدعو الله سبحانه إلا به أي بالله سبحانه.

وفي جميع متونهم: أن قول الداعي المتوسل بحق الأنبياء والأولياء وبحق البيت والمشعر الحرام مكروه كراهة تحريم، وعللوا ذلك كلهم بقولهم: إنه لا حق للمخلوق على الخالق. انتهى.

ولكن هؤلاء الغلاة مع كونهم مبتدعين هم مع ذلك يدعون الأنبياء والأولياء والصالحين ويلجؤون٢، وقد كان من المعلوم عند جميع أهل السنة والجماعة من جعل الأنبياء والأولياء والملائكة وسائط يدعوهم ويتوكل عليهم ويسألهم جلب المنافع ودفع المضار مثل أن يسألهم غفران الذنوب وهداية القلوب وتفريج الكروب وسد الفاقات فهو كافر بإجماع المسلمين والله الهادي إلى الصواب.

---

١ تقدم الكلام مفصلا على حديث الأعمى في رسالة "الرد على القبوريين" للعلامة حمد بن ناصر آل معمر ـ رحمه الله تعالى. وسيأتي الكلام على بعض طرق هذا الحديث ص١٦٣.
٢ في طبعة الرياض " يلجأون" وفي الأصل "يلجئون".