للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هو عين الوالد, وخلق منها زوجها فما نكح سوى نفسه- إلى أن قال-: فالعلي لنفسه هو الذي يكون له الكمال الذي يستغرق جميع الأمور الوجودية والنسب العدمية, بحيث لا يمكن أن يفوقه نعت منها, وسواء كانت محمودة عرفا وعقلا وشرعا, أو مذمومة عرفا وعقلا وشرعا, وليس ذلك إلا لمسمى ١ الله خاصة.

فصرح عدو الله بأن الحق المنزه هو الخلق المشبه، وصرح بأنه المنعوت بكل نعت مذموم ومحمود, وصرح بأنه أبو سعيد الخزاز وغيره من المحدثات, كما صرح بأن المسمى محدثات هي العلية لذاتها, وليست إلا هو. وقال أيضا: ولما كان فرعون في منصب التحكم, وأنه الخليفة بالسيف, وإن جاز في العرف الناموسي لذلك قال: "أنا ربكم الأعلى" أي وإن كان الكل أربابا بنسبة ما, فأنا الأعلى منهم بما أعطيته في الظاهر من التحكم عيهم, ولما علمت السحرة صدقه فيما قال لم ينكروه, وأقروا له بذلك, وقالوا له: "إنما تقضي هذه الحياة الدنيا فاقض ما أنت قاض", فالدولة لك فصح قوله: "أنا ربكم الأعلى", وإن كان عين الحق. إلى أمثال هذه الكفريات, والله در الأمير محمد بن إسماعيل حيث يقول:-

وأكفر خلق الله من قال: إنه ... إله فإن الله جل عن الند


١ في"ط الرياض" "إلا المسمى".

<<  <   >  >>