وصاحباك فلا أنساهما أبدا ... مني السلام عليكم ما جرى القلم
قال: ثم انصرف, فغلبتني عيناي, فرأيت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في النوم, فقال يا عتبي: إلحق الأعرابي وبشره بأن الله قد غفر له, انتهى.
والجواب أن يقال: هذه الحكاية على تسليم صحتها ليس فيها دليل شرعي يجب المصير إليه عند أهل العلم والإيمان, فقد ذكر العلماء الأدلة الشرعية, وحصروها, وليس أحد منهم استدل على الأحكام برؤيا آحاد الأمة, لا سيما إذا تجردت عما يعضدها من الكتاب والسنة والإجماع والقياس.
قال شيخنا الشيخ عبد اللطيف- رحمه الله-: وهذه القصة ذكرها طائفة من متأخري الفقهاء, ولم يذكرها غيرهم ممن يعتد به, ويقتدى به, كالأئمة المتبوعين, وأكابر أصحابهم, وأهل الوجوه في مذاهبهم, كأشهب, وابن القاسم, وسحنون, وابن وهب, وعبد الملك, وابنه, والقاضي إسماعيل من المالكية. ولا من الشافعية كالمزني, والبويطي, وابن عبد الحكيم, ومن بعدهم كابن خزيمة, وابن سريج, وأمثالهم ونظرائهم من أهل الوجوه. وكأبي يوسف من أصحاب أبي حنيفة, ومحمد بن الحسن اللؤلؤي, وزفر بن الهذيل, ومن بعدهم كالطحاوي حامل لواء المذهب. وكذلك أصحاب