الخلق بهديه وسنته؛ فصلوات الله وسلامه عله كما نصح الأمة؛ وكشف الغمة؛ وأدى الأمانة؛ وبلغ الرسالة؛ وقطع الوسيلة والذريعة المفضية إلى مجاوزة الحد بالغلو والإطراء في مدحه والثناء فليه كما أطرت النصارى عسى بن مريم وغلت فيه حتى تجاوزت الحد بدعواهم إلهيته وأنه هو الله أو ابن الله أو ثالث ثلاثة تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا.
وقد تجاوز الحد في مدحه والثناء عليه من هذه الأمة أناس ضاهوا النصارى كما قال دحلان ١ في كتابه الذي سماه " الدرر السنية " فقال: "نعم يجب علينا أن لا نصفه بشيء من صفات الربوبية؛ فليس في تعظيمه بغير صفات الربوبية شيء من الكفر والإشراك؛ بل ذلك من أعظم الطاعات. ورحم الله البوصيري حيث قال:
دع ما ادعته النصارى في نبيهمو ... واحكم بما شئت مدحا فيه واحتكم
انتهى".
١ وهو أحمد بن زيني دحلان المولود بمكة – شرفه الله – سنة ١٢٣٢- الهالك في المدينة سنة ١٣٠٤ " انظر الإعلام للزركلي ١/١٢٩؛ ١٣٠" كان رأسا في الكذب والبلد الممقوتة؛ وله مؤنفات في نصرتها والذب عن منبحلها. وقد رد عليه كثير من علماء السنة والجماعة. ومن أحسن ما وقفت عليه من هذه الكتب كتاب الشيخ العلامة المحدث الكبير الفقية الأصولي النحرير محمد بشير السهسواني الهندي المتوفى ١٣٢٦ هـ في كتاب " صيانة الإنسان عن وسوسة الشيخ دحلان"