للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال: قال عبد الله بن مسعود: " إن ربكم عز وجل ليس عنده ليل ولا نهار، ونور السموات من نور وجهه" الحديث إلى آخره١.

ونهى العلماء عن استقبال الشمس والقمر ببول أو غائط لما فيهما من نور الله٢، فإذا كان ذلك كذلك فما خاصية رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك وامتيازه عن هذه المخلوقات؟ إذ من


١ أخرجه الطبراني في الكبير٩/٢٠٠، وفي السنة ـ كما في اجتماع الجيوش الإسلامية لابن القيم وقد قال الهيثمي في المجمع١/٨٥: "وفيه أبو عبد السلام قال أبو حاتم: مجهول، وقد ذكره ابن حبان في الثقات، وعبد الله بن مكرز أو عبيد الله على الشك لم أر من ذكره" اهـ
٢ ذهب إلى هذا جماعة من أصحابنا منهم ابن قدامة في المغني، وقدمه ابن مفلح في الفروع، واختاره ابن تميم وغيره، كما في الإنصاف١/١٠٠.
قال ابن مفلح في المبدع١/٨٥ قوله: " ولا يستقبل الشمس ولا القمر" لأنه روي أن معهما ملائكة، وأن أسماء الله مكتوبة عليهما، وأنهما يلعنانه، وبهما يستضيء أهل الأرض فينبغي احترامهما" اهـ.
قال النووي رحمه الله في المجموع٢/١٠٣ بعد أن ذكر عن بعض الشافعية استحباب عدم استقبال النيرين:
"واستأنسوا فيه بحديث ضعيف بل باطل..والحكم بالاستحباب يحتاج إلى دليل ولا دليل في المسألة" اهـ.
وقال الإمام ابن القيم رحمه الله: " لم ينقل عنه صلى الله عليه وسلم في ذلك كلمة واحدة لا بإسناد صحيح ولا ضعيف ولا مرسل ولا متصل. وليس لهذه المسألة أصل في الشرع" اهـ.
وقد ذهب إلى عدم الكراهة جماعة من أصحابنا، قال المرداودي في الإنصاف: " ظاهر كلام أكثر الأصحاب: عدم الكراهة" اهـ.
قال الصنعاني في سبل السلام عند قول النبي صلى الله عليه وسلم " ولكن شرقوا أو غربوا" صريح في جواز استقبال القمرين واستدبارهما إذ لا بد أن يكونا في =

<<  <   >  >>