للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الأعلام، وإنما هي أوضاع الفلاسفة ومن وافقهم من أهل الكلام، وأهل الاتحاد الطغاة اللئام، ومن وافقهم على أصولهم ممن يزعم أن معاني هذه الألفاظ حصلت له بطريق المشاهدة والمكاشفة التي هي عند التحقيق مكاشفة، وأن ذلك من الفتوحات الربانية والمواهب اللدنية، وفي الحقيقة إنما هي خيالات شيطانية، واصطلاحات وأوضاع فلسفية، وخلف من بعدهم خلف على طريقتهم عبّروا عن هذه المعاني الفلسفية بعبارات إسلامية، يخاطبون بها من لا يعرف معاني هذه الأوضاع، ويجعلون مراد الله ورسوله من الآيات والأحاديث على ما أرادوا من معاني هذه الأوضاع التي تخالف كتاب الله وسنة رسوله وأقوال سلف الأمة وأئمتها، كما يذكر أبو حامد الغزالي في مواضع من الفرق بين عالم الملك والملكوت والجبروت، وفي مواضع أخر قال فيها: إن أشرف أفعال الله وأعجبها وأدلها على جلالة صانعها ما لا يظهر للحس بل هو من عالم الملكوت، وهي الملائكة الروحانية والروح والقلب، أعني العارف بالله تعالى من جملة أجزاء الآدمي فإنها أيضا من جملة عالم الغيب والملكوت وخارج عن عالم الملك والشهادة.

قال شيخ الإسلام: ومعلوم أن ما جاء في الكتاب والسنة من لفظ الملكوت، كقوله: {بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ} [المؤمنون: ٨٨] ، وقوله صلى الله عليه وسلم في ركوعه: " سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة" ١، لم يرد به هذا باتفاق المسلمين، ولا دل كلام أحد من


١ أخرجه أبو داود في سننه ـ كتاب الصلاة ـ[٣/١٢٥ـ العون] ، والنسائي في سننه ـ كتاب الصلاة ـ[٢/١٩١] كلاهما من طريق معاوية بن صالح عن أبي قيس الكندي عمرو بن قيس قال: سمعت عاصم بن حميد قال: سمعت عوف بن مالك يقول: قمت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة فلما ركع مكث قدر سورة البقرة يقول في ركوعه: " سبحان ذي الجبروت والملكوت=

<<  <   >  >>