للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يكن قبل ذلك كافرا فكيف تكون الأرواح قبله كافرة ومؤمنة وهو لم يكن إذا ذاك؟ وهل حصل الكفر للأرواح إلا بتزيينه وإغوائه فالأرواح الكافرة إنما حدثت بعد كفره؛ إلا أن يقال كانت كلها مؤمنة ثم ارتدت بسببه؛ والذي احتجوا به على تقدم خلق الأرواح بخلاف ذلك.

وفي حديث أبي هريرة في خلق ١ العالم الإخبار عن خلق أجناس العالم وتأخر خلق آدم إلى يوم الجمعة ولو كانت الأرواح مخلوقة قبل خلق الأجساد لكانت من جملة العالم المخلوق في ستة أيام فلما لم يخبر عن خلقها في هذه الأيام علم أن خلقها تابع لخلق الذرية؛ وتمام الكلام في كتاب الروح فمن أراد الوقوف عليه فليراجعه ٢.

والمقصود أنه لم يكن هناك خلق يسمى عالم الغيب من بني آدم؛ ونبينا صلى الله عليه وسلم أشرف نسمة وأكرمها على الله من بني آدم؛ فعلمنا قطعا أن تفريع هؤلاء على هذا الحديث غير صحيح؛ مخالفا للكتاب والسنة وأقوال سلف الأمة.

والمقصود أنه ذكر في الحديث الذي رواه عن الإمام أحمد والبخاري في تاريخه وغيرهما ممن رواه قوله: متى


١ في الروح "تخليق".
٢ ص ٢٩٧-٣٠٤ ط الهند سنة ١٣٨٣هـ وص ٢٧٩-٢٨٤ ط جمهورية مصر. وص ١٧٢-١٧٣ ط دار الفكر.

<<  <   >  >>