للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأول: أنه لا يوجد أحد ممن ترجم للناظم ذكر هاتين الرحلتين له، سواءٌ ممن عاصره في حياته من تلاميذه، أو ممن ترجم له بعد وفاته.

غير أني وَجَدتُّ تقي الدين المقريزي (ت: ٨٤٥ هـ) قال في ترجمته للناظم: « … ، وقدم إلى دمشق فنزل بِالسُّمْسِيَاطِيَّة، وأعاد بالغَزَّالِيَّة، وباحث وناظر، وقدم إلى القاهرة ثم عاد إلى دمشق، … » (١). والعلم عند الله تعالى.

الثاني - وهو خاصٌّ بالرحلة الثانية -: ظنَّ - الدكتور الأهدل (ت: ١٤٣٦ هـ) رحمه الله - أَنَّ هذه الأبيات من قول الناظم (٢)، وإنما هي من قول الإمام السخاوي - الشارح-.

وبقي أن أذكر أَنَّهُ في سنة: (٦٩٠ هـ) وُلِدَ ابنه محمد بن إبراهيم في بلد الخليل (٣)، وأخذ المشيخة بعد وفاة والده.


(١) المقفى الكبير: ١/ ٢٤٢ - ٢٤٣.
(٢) ذكر الناظم هذه الأبيات في شرحه: جميلة أرباب المراصد، وزاد عليها ثلاثة أبيات، وهي:
وَهَيِّئِ الزَّادَ وَاغْتَنِمْهُ … وَأَنتَ فِي ظَهْرِهَا صَحِيحُ
فَعَنْ قَلِيلٍ تُرَى وَحِيدًا … يَحْوِيكَ فِي بَطْنِهَا الصَّفِيحُ
رَهِينُ مَا قَدْ جَنَيْتَ فَادْأَبْ … فِي فِعْلِكَ الْخَيْرَ يَا طَرِيحُ
انظر: جميلة أرباب المراصد: ٨٧، والجعبري ومهجه في كنز المعاني، لليزيدي: ١/ ٦٦، وشرح عقود الجمان: ١/ ٩٦.
(٣) هو: شمس الدين أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن عمر الجعبري، ولد سنة: (٦٩٠ هـ)، وَعُمْرُ أبيه: ٥٠ سنةً، شيخ الخليل بعد وفاة والده، تلا على والده وسمع من الحديث، واستجاز له والده جمعًا، وولي مشيخة الخليل بعد والده، زوجه والده، وأنجب أولادًا، أجاز بعضهم الناظم، وانتشر فيهم العلم، ومن ذريته انتشرت أسرة الجعبري في الخليل إلى يومنا هذا، توفي سنة: ٧٤٩ هـ. انظر: الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل: ٢/ ٢٥٢ - ٢٥٣، والإمام برهان الدين الجعبري حياته وآثاره، م. عيسى خيري الجعبري: ١٧.

<<  <   >  >>