قلتُ: فتكتب بخطك إلى أصحابنا بمصر، فكتب بخطه كلاما غليظًا يأمر بهجرانه ومباينته ونسبه إلى الكذب المصرح، وكتب نحو ذلك أبو عَبد الله مُحَمَّد بن مسلم، وأبو حاتم فأنفدت خطوطهم إلى علان، وإبراهيم بن الأصم.
ثم قال لي أبو حاتم: شعرت أن ابن أخي ابن وهب كتب إلي وأنت بمصر يشكوك ويقول: إنك تعتب عليه، وكتب إلي في كتابه حَدَّثنا عمي، قال: حَدَّثنا عُمَر بن مُحَمَّد، عن نافع، عن ابن عُمَر عن النبي صَلى الله عَليهِ وَسلمَ:" لو بغى جبل على جبل إلا ذل الله الباغي منهما "، فلما خرج ابني عبد الرحمن، كتبت له إلى يونس، وابن عَبد الحكم، ولم أكتب إليه، وقلت لعبد الرحمن: قل له كتبت إلي في أمر البرذعي بما كفيتني مؤنة نفسك عندما ذكرت عن عمك، عن عُمَر بن مُحَمَّد حديثًا لا أصل له بهذا الإسناد، فورد كتاب ابن اخي ابن وهب على أبي حاتم، أما بعد: إن ابني كتب إليك بهذا الحديث، وغلط في إسناده، وليس هو من حديثي، وأنا أستغفر الله، وما حدثت بهذا الإسناد، أو نحو ذلك كلام هذا معناه، أخبرني به أبو حاتم، وقال لي: ألا ترى ما كتب به ابن أخي ابن وهب.