وكتب إلي أَيضًا كهل كان بمصر من أصحابنا، يقال له أبو الحُسَيْن الأصبهاني، وكان من أصحاب الشافعي، فصرت أنا وأبو الحُسَيْن الأصبهاني إلى ابن أخي ابن وهب بكتاب أبي حاتم، فقرأه، وقال: جزى الله أبا حاتم خيرا، لقد نصح.
فوعظته أنا وقلت له: هذا بحر بن نصر، قد رفعه الله بمقدار عشرة آلاف حديث عنده عن عمك، فاتق الله، فقال لي: ما حدثت بهذا الحديث قط، وأنا أعقله، وليس هذا الحديث من حديثي، ولا حديث عمي، وإنما وضعه لي أصحاب الحديث، ولست أعود إلى روايته حتى ألقى الله، وأنا تائب إلى الله، أو نحو ما قال.
فقلت له: ها هنا أحاديث عن هذا، قال: فاجمعها وآتني بها حتى أرجع عنها، فما مضى بي إلا عام، وكنت عليَّ أن أعود إليه، ومعي ما ينكر من حديثه، حتى أتاني قوم ثقات من أصحابنا، فحدثوني أنهم شهدوه في ذلك اليوم يحدث بحديث عيسى بن يونس، الذي قال له ما قال عن عمه، فقصدت الرجل الذي قيل له أنه قرأ عليه الحديث، وكان جُرْجَاني، صديق لي، فقلت له: ابن أخي ابن وهب قرأ عليك حديث عيسى بن يونس؟ فقال لي: نعم، أخذ مني درهمين، وقرأه علي.