٥٦٦ - أَخْبَرَكُمْ أَبُو الْفَضْلِ الزُّهْرِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانَ الْبَلْخِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الصَّنْعَانِيُّ، حَدَّثَنِي شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ نَجْرَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْقُرَشِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَّ امْرَأَةً مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَ لَهَا زَوْجٌ وَكَانَ غَائِبًا، وَكَانَتْ لَهُ أُمٌّ فَوَغَلَتْ بِامْرَأَةِ ابْنِهَا وَكَرِهَتْهَا، فَكَتَبَ كِتَابًا عَلَى لِسَانِ ابْنِهَا إِلَى امْرَأَتِهِ بِفِرَاقِهَا، وَلَهَا ابْنَانِ مِنْ زَوْجِهَا، فَلَمَّا ⦗٥٣٢⦘ انْتَهَى إِلَيْهَا ذَلِكَ، لَحِقَتْ بِأَهْلِهَا، هِيَ وَوَلَدَاهَا، وَكَانَ لَهُمْ مَلِكٌ، فَحَرَّمَ إِطْعَامَ الْمَسَاكِينِ، فَمَرَّ بِهَا مِسْكِينٌ ذَاتَ يَوْمٍ وَهِيَ عَلَى خُبْزَةٍ لَهَا، فَقَالَ: أَطْعِمِينِي مِنْ خَبْزِكِ، قَالَتْ لَهُ: أَوَمَا عَلِمْتَ أَنَّ الْمَلِكَ حَرَّمَ إِطْعَامَ الْمَسَاكِينِ؟ قَالَ: بَلَى وَلَكِنِّي هَالِكٌ، وَإِنْ لَمْ تُطْعِمِينِي مُتُّ، قَالَ: فَرَحِمَتْهُ، فَأَطْعَمَتْهُ قُرْصَيْنِ، وَقَالَتْ لَهُ: لَا تُعْلِمَنَّ أَحَدًا أَنِّي أَطْعَمْتُكَ، فَانْصَرَفَ بِهِمَا، فَمَرَّ بِهِمَا الْحَرَسُ، فَوَجَدُوا رِيحَ الْخُبْزِ مَعَهُ، فَكَشَفُوهُ، فَإِذَا هُمْ بِقُرْصَيْنِ، قَالُوا: مِنْ أَيْنَ لَكَ هَذَا؟ قَالَ: أَطْعَمَتْنِي فُلَانَةُ، فَانْصَرَفُوا بِهِ إِلَيْهَا، فَقَالُوا: أَنْتِ أَطْعَمْتِ هَذَا هَذَيْنِ الْقُرْصَيْنِ؟، قَالَتْ: نَعَم، قَالَ: أَوَمَا كُنْتِ عَلِمْتِ أَنِّي قَدْ حَرَّمْتُ إِطْعَامَ الْمَسَاكِينِ؟ قَالَتْ: بَلَىْ، قَالَ: فَمَا حَمَلَكِ عَلَى ذَلِكَ؟ قَالَتْ: رَحِمْتُهُ وَخِفْتُ اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يَهْلِكَ، وَرَجَوْتُ أَنْ يُخْفَى ذَلِكَ لِي، فَأَمَرَ بِهَا، فَقُطِعَتْ يَدَاهَا، فَأَخَذَتْ يَدَيْهَا، وَمَرَّتْ هِيَ وَابْنَاهَا حَتَّى مَرَّتْ بِنَهَرٍ، فَقَالَتْ لِأَحَدِهِمَا: اسْقِنِي، فَذَهَبَ يَسْقِيَهَا فَغَرِقَ، فَقَالَتْ لِأَخِيهِ: انْزِلْ، ثُمَّ أَمَرَتِ الْآخَرَ أَنْ يُخْرِجَهُ، فَغَرِقَ، يَعْنِي فَبَعَثَ اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهَا بِمِلَكٍ فَقَالَ لَهَا: أَيُّمَا أَحَبُّ إِلَيْكِ أَرُدُّ عَلَيْكِ يَدَيْكِ، أَوْ أُخْرِجُ لَكِ ابْنَيْكِ حَيَّيْنِ؟ قَالَتْ: تَخْرُجُ لِيَ ابْنَيَّ حَيَّيْنِ، فَأَخْرَجَهُمَا حَيَّيْنِ، وَرَدَّ عَلَيْهَا يَدَيْهَا، وَقَالَ لَهَا: إِنِّي رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّكِ عَزَّ وَجَلَّ، بَعَثَنِي إِلَيْكِ بِرَحْمَتِكِ الْمِسْكِينَ، وَصَبْرِكِ عَلَى مَا أَصَابَكِ، وَزَوْجُكَ لَمْ يُطَلِّقْكِ، وَقَدْ مَاتَتْ أُمُّهُ، فَانْصَرَفَتْ فَوَجَدَتْ زَوْجَهَا لَمْ يُطَلِّقْهَا، وَقَدْ مَاتَتْ أُمُّهُ "
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute