ينكر بعض الناس عذاب القبر ونعيمه؛ بحجة أنه لو كُشِفَ عن الميت في قبره لَوُجِدَ كما كان، والقبر لم يتغير بسعة، ولا ضيق.
وهذا الزعم باطل من وجوه عديدة منها:
أ - الشرع: فأدلة الكتاب والسنة بيَّنت وقوع عذاب القبر ونعيمه، ولا تجوز معارضة هذه الأدلة بالرد والتكذيب.
ب - الحس: ومن الأدلة الحسية التي تقرب المعنى، وتدل على عذاب القبر: أن النوم أخو الموت، والنائم يرى في منامه أنه بمكان فسيح يُنَعَّمُ به، أو يرى أنه في مكان موحش يتألم منه، وربما يستيقظ أحياناً مما رأى، وهو مع ذلك على فراشه وفي حجرته على ما هو عليه.
ثم إن أحوال البرزخ في القبر لا يدركها الحس، ولو كانت تدرك بالحس لفاتت فائدة الإيمان بالغيب، ولتساوى المؤمن بالغيب والجاحد في التصديق به.
ثم إن نعيم القبر وعذابه إنما يدركه الميت دون غيره، كما يرى النائم أنه في مكان موحش أو في مكان فسيح، وهو بالنسبة لغيره لم تتغير حاله، فهو يراه في منامه وبين فراشه وغطائه.
ثم إن إدراك الخلق محدود بما مكنهم الله من إدراكه، ولا يمكن أن يدركوا كل شيء؛ فكما أن أبصارهم وأسماعهم لها حد تقف عنده فكذلك عقولهم ومداركهم لها حد تقف عنده.
ومما ينبغي أن يُعْلَم في هذه المسألة أن عذاب القبر ونعيمه لا يختص بمن مات