لما كان التواتر -عند الجمهور- وصحة الإسناد -عند البعض- من أهم أركان قبول القراءات وشروطه؛ لذا اهتم العلماء وأئمة القراءات بالأسانيد وطرقها المتعددة، وبالتأكيد من صحتها حسب مناهج المحدثين في قبول الأحاديث ومقاييسهم.
ويتضح ذلك جليًّا من النظر في كتب القراء المتقدمين ومؤلفاتهم؛ حيث يوردون كل الخلافات القرائية مقرونة بالأسانيد.
ومن رام منهم الاختصار في التأليف ذكر أسانيد القراءات التي أوردها في كتابه في مقدمة تأليفه حسبما وصلت إليه من كل قارئ.
فيأخذ من الأوجه التي صح سندُها منه إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم- ويترك ما عداها -إن تُكلم في رجالها- ويتضح ذلك من منهج ابن مجاهد في كتابه "السبعة"، وابن الباذش "ت٤٥٠هـ" في "الإقناع"، وغيرهما ممن كتب في القراءات.