ألوانه، فكان نافع يقول له: هات يا ورشان واقرأ يا ورشان وأين الورشان، فشبه نافع بالطائر "الورشان" ثم خفف فقيل: ورش.
وقيل: لقب بذلك لشدة بياضه؛ لأن "الورش" شيء يصنع من اللبن، فصار لا يعرف إلا بلقبه، ولا يحب إلا أن ينادى به، وكان يفتخر بذلك؛ لأن أستاذه لقبه به.
كان شيخ القراء المحققين، إمامًا في أدائه وترتيله، حسن الصوت، انتهت إليه رئاسة الإقراء بالديار المصرية في زمانه.
كانت ولادته بمصر، ثم رحل إلى المدينة فعرض القرآن على نافع عدة ختمات في سنة ١٥٥هـ، وكان زملاؤه يهبون له أسباقهم حتى كان يقرأ على شيخه سُبْعًا في كل يوم، وله اختيار خالف فيه نافعًا، إذا قرأ يهمز ويمد ويشدد ويبين الإعراب، ولا يمله سامعه، وكان حجة في القراءة.
عرض عليه القرآن: أبو الربيع سليمان بن داود المهري المعروف بابن أخي الرشديني، وعامر بن سعيد أبو الأشعث الجرشي، ومحمد بن عبد الله بن يزيد المكي، ويونس بن عبد الأعلى، وأبو يعقوب الأزرق، وغيرهم كثيرون.
ولد في مصر سنة ١١٠هـ، وتوفي بها سنة ١٩٧هـ١.
١ راجع: غاية النهاية ١/ ٥٠٢، ٥٠٣، ومعرفة القراء الكبار ١/ ١٥٢-١٥٥، وقد ذكر فيه حكاية قراءته على نافع وما أكرمه به زملاؤه من أهل المدينة لغرابته وحسن صوته. وراجع: الإقناع ١/ ٥٧، ٥٨.