للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

جزاها الله من أم ... إذا ما أنجبت تئد

تغذي الجسم بالجسم ... وتأكل لحم ما تلد

أقاموا أمس وانصرفوا ... فليس لفلهم شمل

فأين نفوس من سلفوا ... وأين يكون من يتلو

فقالت: في ملامحكم ... يبين الجد والخلف

فجرسوا في جوانحكم ... فثم يجوس من سلفوا

وأين عظام من نبها ... ن الماضين في السير

فقالت: قد صنعت بها ... لكم حلوى من الثمر١

كذلك يتحدث المازني عن قضية الجبر، وتحكمه في مصائر البشر، وفرضه للخير والشر على الناس، فيقول من قصيدة له: "على لسان الأقدار":

بأيدينا قلوبكم ... لنا فيها ألاعيب

وفينا الخير موجود ... ومنا الشر مجلوب

ولا عن صرفنا معدى ... ولا في الأرض محجوب

نصرف أمر دنياكم ... بما فيه الأعاجيب٢

كما يتحدث عن مأساة الإنسان، وغروره برغم عجزه، وسخطه برغم ملازمة الظلم له، وفي ذلك يقول من قصيدة بعنوان "الإنسان والغرور":

أقم وادعًا واصبر على الضيم والأذى ... فإنك إنسان وجدك آدم

وهبك على الدنيا سخطت وظلمها ... أتملك دفع الظلم، والظلم لازم

بني آدم للغرور رمى بكم ... مراميه، حتى غدا وهو حاكم


١ ديوان العقاد ص١٤٨.
٢ ديوان المازني ص١٥٠ "طبعة المجلس الأعلى لرعاية الفنون".

<<  <   >  >>