للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المسرحيين في هذا العهد المبكر، محمد عثمان جلال١، الذي ترجم للمسرح ومصر، كما ألف كذلك بعض الأعمال المسرحية، ومن ترجماته تلك المجموعة التي نشرها سنة ١٨٨٩ باسم "الروايات المفيدة في علم التراجيدة"، متضمنة ترجمة لثلاث مسرحيات للشاعر الفرنسي الكبير "راسين" هي: "إستر" و"أفغانية" و"إسكندر الأكبر"، ومن تمصيراته تلك المجموعة التي نشرها سنة ١٨٩٣ باسم "الأربع روايات من مختارات التياترات" مشتملة على أربع مسرحيات من ملاهي المسرحي الفرنسي العظيم "موليير"، وتلك المسرحيات هي: "الشيخ متلوف" و"النساء العالمات" و"مدرسة الأزواج" و"مدرسة النساء"، كذلك ألف محمد عثمان جلال مسرحية "المخدمين" التي عالج فيها موضوعًا اجتماعيًا، وهو حيل المخدمين، ووسائلهم في السيطرة على الخدم وإفسادهم على مخدوميهم، وقد كتب تلك المسرحية بالزجل المصري، الذي اختاره من قبل لغة لترجماته وتمصيراته٢.

غير أن نجاح القباني، وفرقته لم يقف عند إنعاش النشاط المسرحي ومضاعفة الاهتمام بالمسرح والكتابة له؛ وإنما تجاوزه إلى شيئين مهمين؛ وهما توجيه الاهتمام إلى المسرحية التاريخية العربية، ثم العناية باللغة الفصحى والشعر في كتابة المسرحية، فقد كان القباني يميل إلى المسرحيات المستمدة من التاريخ العربي أولًا، وكان يفضل للغتها الفصحى التي يتخللها الشعر ثانيًا، ولما كان يقدم المسرحيات، وفيها مشهيات كثيرة تلائم الأذواق في ذلك الحين، من أغان


١ ولد في إحدى بلدان بني سويف سنة ١٨٢٨، وتدرج في التعليم من الكتاب إلى تجهيزية قصر العيني إلى مدرسة الألسن، ثم اشتغل في سلك القضاء، فعمل بالمحاكم المختلطة والاستئناف، وتوفي سنة ١٨٩٨. اقرأ عنه في: شعراء مصر وبيئاتهم للعقاد ص١١١، وتاريخ آداب اللغة العربية لجورجي زيدان جـ٤ ص٢٢١. وفي الأدب الحديث لعمر الدسوقي جـ١ ص٨٩ وما بعدها، والفن القصصي لمحمود شوكت ص٧١ وما بعدها.
٢ انظر: المسرحية في الأدب العربي الحديث للدكتور يوسف نجم ص٢١٨-٢٢١، ثم ٢٧٣-٢٨٨، ثم ٤٣٠-٤٣٢. وانظر: شعراء مصر وبيئاتهم للعقاد ص١١٧، والمسرحية لعمر الدسوقي ص١٨، وفي الأدب الحديث للمؤلف نفسه جـ١ ص٩١.

<<  <   >  >>