للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد عاشت هذه الاتجاهات الثلاثة في الحياة الفكرية خلال تلك الفترة، وأثرت في أدبها تأثيرًا يختلف وضوحًا وخفاء، أو قوة وضعفًا، تبعًا لما كان لكل اتجاه من قوة ونفوذ، أو تبعًا لما كان لكل من ظروف ملائمة وأرض ميهأة، وسوف نرى ذلك كله حين يكون الحديث عن الأدب إن شاء الله، حيث نرى ابتداء أن أبرز نتاج، وأكثره وأهمه كما وكيفًا، هو الذي خلفه زعماء الاتجاه الأول، من أمثال هيكل وطه حسين والعقاد، كما أن النتاج الذي يليه هو نتاج زعماء الاتجاه الثاني، من أمثال الرافعي والزيات وعزام، وأخيرًا يأتي في نتاج الاتجاه المادي المتطرف الذي يتزعمه سلامة موسى، وهذا اللون الأخير برغم فاعليته وتأثيره في جيل تال، لا يعد عنه العبض نتاجًا أدبيًّا بقدر ما يعد كتابة إصلاحية، وفصولًا فكرية ومقالات صحفية.


= سلامة موسى بإحدى قرى الشرقية سنة ١٨٧٧، وتعلم في المراحل الأولى بمصر، ثم سافر إلى أوروبا سنة ١٩٠٨، وقضى مدة بين فرنسا، وإنجلترا، ثم عاد إلى مصر سنة ١٩١٣، متأثرًا أكثر بالثقافة الإنجليزية، واشتغل بالصحافة، فكتب في الهلال والبلاغ وغيرهما، ثم أنشأ المجلة الجديدة سنة ١٩٢٩.
وكان أول من ترجم التفسير المادي للتاريخ لماركس إلى العربية، وتوفي سنة ١٩٥٨. اقرأ عنه في: النثر العربي المعاصر لأنور الجندي ص٣٦٤ وما بعدها، واقرأ عن تزعمه للجناح الغربي المتطرف كلام "جيب" في كتابه: Studies on the Civilization of Islam, pp. ٢٨٤-٢٨٥

<<  <   >  >>